تكريم للربيع العربي في مهرجان يالّله للأفلام القصيرة

الثورة هذه الكلمة التي غيّرت العقليات وحرّكت الشوارع ووحدّت الصفوف. هذه الكلمة التي غيّرت مجرى التاريخ وأعطت العالم العربي بعداً جديداً... الثورة ... أحاول أن أفهم كيف استطاعت كلمة قديمة-جديدة أن تطلق العنان لمخزون من العواطف المتناقضة، انتابت جيلاً من الشباب لم يدرك بعد أنّ اسمه سيُكتب، عريضاً، في صفحات التاريخ...
 

جملة الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت الشهيرة: "أنا أفكّر، إذاً أنا موجود"، تحوّلت في خضم الثورات العربية إلى: "أنا أثور، إذاً أنا موجود". الأجيال العربية تعبّر عن وجودها اليوم بالسلم والعنف، بالفرح والحزن، بالحيرة واليقين، بالحياة والموت. لكنّها تعبّر عن وجودها أيضاً بالفنّ والثقافة، بالكلمة والصورة، بالدراما والكوميديا...
 

"مهرجان يالّله للأفلام القصيرة" أعطى الهوية العربية الجديدة المنبثقة عن الثورة موعداً في العاصمة الفرنسية هذا الأسبوع، في معهد العالم العربي، عبر أفلام قصيرة صُّوّرت بالهواتف المحمولة. الفكرة لمعت في رأس فرنسيين (برونو سمدجا وألكسي بلومبرغ) أثارهما زخم الربيع العربي وحماسه المعدي. انطلقا يبحثان عن رموز التغيير عبر مواهب عربية انتفضت بعد أن كبتها جمود الخوف وعبر أحلام امتلأت نضارة بعد أن أذبلها أرشيف النسيان...
 

أفلام المهرجان، لم تتعدَّ مدّة أطول واحد منها الخمس دقائق. صورّت بإمكانيات مادية شبه معدومة، لكنّها نجحت في إيصال رسالة بسيطة في طرحها، قويّة في مضمونها، مدّوية في مطلبها: "نريد الحرية... نريد الكرامة... نريد الأمل".
 

الصدفة قادتني إلى عضوية في لجنة تحكيم هذا المهرجان. وبحكم موقعي هذا، حالفني الحظّ أن أشاهد أفلام المهرجان المختارة بذهن متيّقظ. تعمّدت التعمّق بكلّ تفصيل من تلك التفاصيل الدقيقة والضرورية التي تساعد على فهم التجارب الإنسانية الفريدة التي يرويها المشاركون. إنّها حكايات شخصية عانقت الثورة تارّة بالدراما وتارة أخرى بالكوميديا وراحت ترويها برصانة المنطق ونضوج الفكر وتصميم التغيير...
 

رأيت... نعم رأيت مستقبلاً جميلاً تُرسَم معالمه في محاولات هذا المهرجان.. إنّها ليست أجمل ما صوّرته كاميرا وليست أفصح ما كتبه فكر. لكنّها محاولات تستحقّ التقدير لأنّها أتت كما أتت بعفوية اللحظة الثورية وذهول الإنجاز المصيري...
 

أفلام سبعة حازت على جوائز المهرجان هي:
جائزة أفضل ممثّل للفيلم المغربي
"Baltagi Driver"

 

 

 

جائزة أفضل دراما روائية للفيلم المغربي
"Mamfukinch"

 

 

 

جائزة أفضل سيناريو للفيلم المغربي
"Les vraies fausses interviews d’Ala-eddine"

 

 

 

جائزة أفضل فيلم كارتوني
"Of Democracy and underware"

 

 

 

جائزة أفضل فيلم وثائقي للفيلم المصري
"I will not talk about the revolution"

 

 

 

جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الليبي
"Wake – 17 february"

 

 

 

جائزة أفضل فيلم للفيلم المغربي
"Baltagi Driver"


 

Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
4 Comments
Mabrouk !!!
Quand une personne est différente de nous et ne pense pas comme nous et ne convient pas à notre standardisme "carré" on dit d'elle qu'elle est atteinte de "folie" ou que ces actes ne sont que des prémices de "folie" et on n'oublie qu'on est tous "unique" comme le disait Jésus et que "la plus subtile folie se fait de la plus subtile sagesse", comme disait Montaigne
الجنون هو عين العقل سيدتي الجميلة
أنا أثور إذا أنا موجود j'aime bien, j'adhère meme, merci micha, au fait j kiff ta tof

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.